القديس لويس مارتان والقديسة زيلي غيران: قديسان للحياة الزوجية والعائلية
تزوّجا في عام 1858، وأنجبا تسعة أطفال، توفي منهم أربعة في سن مبكرة، بينما دخلت البنات الخمس الباقيات الحياة الرهبانية، ومن بينهن القديسة تريزيا الطفل يسوع، التي أصبحت لاحقًا ملفانة الكنيسة. لم يكن زواجهما مجرد علاقة زوجية، بل كان شهادة حيّة لقداسة الحياة العائلية. كانا يشاركان يوميًا في القداس الإلهي، ويصليان التبشير الملائكي، ويصومان زمن المجيء والصوم الكبير، ويعيشان حياة بسيطة مليئة بالفرح والخدمة.
زيلي كانت تكتب الرسائل التي تصف فيها تفاصيل حياتهما، من التحديات الاقتصادية إلى فقدان الأبناء، وقد تركت أكثر من 200 رسالة تعبّر عن إيمانها العميق. توفيت زيلي عام 1877 بعد صراع مع السرطان، تاركة لويس يواصل تربية بناته، وأصغرهن تريزيا التي كانت في الرابعة من عمرها. لويس، رغم حزنه، واصل الحياة بإيمان، حتى أصيب بمرض عقلي وتوفي عام 1894.
في عام 2008، أعلنهما البابا بندكتوس السادس عشر طوباويين، وفي عام 2015، أعلن البابا فرنسيس قداستهما خلال سينودس العائلة، مؤكدًا أن "العائلة التي تعطي قديسين هي أيضًا قديسة". حياتهما تُظهر أن القداسة ليست حكرًا على الرهبان والراهبات، بل يمكن أن تنمو وتزهر في قلب البيت، وسط تحديات الحياة اليومية، من خلال الحب، والصلاة، والتضحية.
